كتب :خالد الحيني
عزت جبر ابن قرية شارونة التابعة لمركز مغاغة بالمنيا شاب احب وطنه وبلده بإخلاص فأحبه الجميع لان حبه نابع من وطنيته ،بعث برسالة من الغربة بعد غياب أكثر من 7 سنوات عن ارض الوطن ،هو من تعداد المغتربين لكن ابدا لم يغترب عن اهله وبلده يشاركهم الاحزان والافراح وقلما نجد من الشباب مايشبه هذا الرجل فلقد بعث برسالة عنوانها “مصر التي في خاطري “يقول فيها:
مصر التي شرفها الله بالذكر في قرأنه الكريم . وقال عنها ” أدخلوا مصر ان شاء الله أمنين ” ومصر التي وصفها نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا السلام والتسليم بانها ” خزائن الارض ” ومصر التي أتى اليها سيدنا يعقوب عليه وعلى نبينا السلام , وما ان وطأت قدماه على أرضها إلا وقد هطلت الامطار بها معلنة انقضاء ” السبع سنين العجاف ” . ومصر التي أمر الله نبيه موسى عليه وعلى نبينا السلام بأن ” يخلع نعليه ” لقدسية مكانتها . ومصر التي أتت إليها السيدة العذراء لتعيش في ” حضن أمنها وأمانها ” . ومصر التي قال عنها السيد المسيح عليه وعلى نبينا السلام ” مبارك شعبي مصر ” . ومصر التي قال عنها سيد الانام وخاتم الانبياء والمرسلين عليه السلام لسيدنا عمرو بن العاص ” إذا فتحتم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإن فيها خير اجناد الارض ” ومصر التي كتب عنها العلماء والمفكرون . ومصر الموقع والتاريخ . ومصر النيل والحضارة . ومصر التقدم والازدهار . ومصر التي صدرت للعالم كله خيرة ابنائها من علمائها الاجلاء في شتى مجالات الحياة , فبنوا بهم فضاء وسماء واصبحنا نبحث عن قبر يجمع الاشلاء . واستوردنا منهم أبخس الاشياء فربحت تجارتهم بما صدرناه وخسرت تجارتنا بما استوردناه .
لهذا كله اقول لكم يا شعب مصر ويا قادة مصر :
حافظوا على مصر فإنها في اعناقكم أمانه . حافظوا على ما تبقى لنا من كرامه . لا تهينوها ولا تبخلوا عليها . ولا تجعلوها فريسة للأوغاد . وأرباب المخيمات وأصحاب المصالح والعاريات . وبائعي الخمر والمسكرات . وطامعي السلطة ذوي النوايا والاغراض . أوقفوا الاستيراد واديروا عجلة الانتاج . واجعلوا بضاعتنا من صنع ايادينا . وغذائنا من انتاج اراضينا . وسلاحنا من بين تروس عجلات انتاج مصانعنا . احفظوا الامن والامان . ولا تهينوا النسوة والبنات . ولا تقتلوا الصبية والاولاد . ولا تلقوا بعلمائنا ومفكرينا خلف أبواب السجون والمعتقلات . ولا تستوردوا الراقصات . ولا تصدروا لهم اصحاب الفكر والهامات فإن هاماتنا تعلوا بهم . وان كراماتنا تسترد بعجلة انتاجنا . واقتصادنا يعلو بعملنا لا بكسلنا . لتظهر لنا خزائن أرضنا . واعلموا ان قوتنا في اتحادنا . من اخطأ فليحاسب ومن أنجز فليكافئ . عالجوا الجرح بالضماد لا بالفرقة والشتات . واعتقوا الرقاب والفتيات . ودعكم من المهاترات . اطفئوا نار الفتنة بالعقل والحكمة . احترموا الآراء وإن كانت مخالفه . اجعلوا رأيكم فيه نوع من الحكم والامثال . والحث على الجد والكد في الاعمال . وبالقانون طاردوا المفسدين في المؤسسات . وبالدستور حاسبوا المقصرين في الحكومات . وأنهضوا بالاقتصاد . فإن علا اقتصادنا وارتفع ارتفعت معه هاماتنا وقاماتنا . وان هدم الاقتصاد هدمت معه امانينا وبيعت اعراضنا واراضينا . اوقفوا الاعلام المغرض . واقضوا على الفن المفسد . وداووا الواقع بالواقع لا بالفن الساقط . وليس بالأفلام والمسلسلات الهدامة تبنى الامم . فاجعلوا الفن وسيلة للاحترام والتهذيب . وعلموا اولادنا قيمة الوطنية وكيف تكون مصر ابيه . فإن الواقع يحتاج ان نجمع ما تبقى من شتات . وادركوا ان اتحدتم بفكركم ورجاحة عقلكم فستنعمون ولا تندمون . اقضوا على الواسطة والمحسوبية . ولا تجعلوا مصر مجرد تكيه . اعطوها حقها كما اعطتكم حضنها . واعلموا ان اخر الكلمات هي لخالق الارض والسموات حينما قال وقوله الحق ” ان بعد العسر يسر” .
وأخيرا اقول للمشككين : ان هذه خواطري لوطني ومن لم يدرك معني الوطنية فعليه ان يغترب لبرهة ليرى الكرامة المهانة حتى يعلم ان من لا يصون ارضه وعرضه ووطنه فلا داعي ليبحث عنها فإنها موجوده ولكنه فضل الذل والمهانة على ارض ليست هي ارضه
حفظ الله مصر وحفظ قادتها وقيادتها وجيشها وشرطتها وشعبها وارضها وعرضها